غريبة
.By I.D.G
لقد قاد عيسى سيارته على سرعة 100 كم في
الساعة باتجاه كفرخل حيث يزور عزوته في كل نهاية أسبوع. لقد كان عيسى شاباً قصيراً
لا يتجاوز طوله المتر و النصف و كان يبلغ من الوزن 50 كلغم. رآه امام المسجد الذي
كان يتوضأ في ساحة المسجد و دعاه للصلاة ثم طلب منه تبرعات للمسجد. بعدها رأته
جارته موزه الطاعنة في السن و طلبت منه أن يساعدها في حمل أسطوانة الغاز. من بعيد
صاحت ابنة عمه بأن المكمورة سوف تبرد. نظر اليها بانزعاج, فبرغم أن فاتحتهم مقروءة
الا أنه ينوي أن يتزوج "غريبه". يبدو أنه سيواجه المتاعب مع أهله و
اقاربه واهل بلدته.
جلس عيسى على السفرة و حوله العشرات من الأهل
و الأقارب و الانسباء و بعد الانتهاء من تناول الطعام خرج الرجال الى الشرفة بينما
اهتمت النساء بتنظيف المكان و نقل الأواني الى المطبخ من اجل الجلي. حضرت احداهما
الشاي بالنعناع بينما تولت الأخرى اشعال فحم الأرجيلة و تفقدت المعسل بنكهة
التفاحتين و البطيخ بنعنع.
تبادل الرجال الحديث بصوت مرتفع و صاح أحدهم:
"أسرعوا بالشاي و الارجيلة". لقد تأخرنا و يجب علينا الذهاب الى العزاء
للأخذ بخاطر أبو محمود مختار البلدة, " الزلمة ما قصر معانا بس يصير عندنا
اشي, لهيك لازم انروح".